هل أنت مكتئب ؟
هل أنت غير سعيد ؟
هل تشعر بأنه ليس هناك أمل فى تحقيق ولو حلم واحد من أحلامك ؟
هل تشعر بأن هذه البلد ليست بلدك ؟ يا لك من مسكين , ويا لحياتك البائسة
الحقيقة أنك تعرف ما هى مشكلتك , لكنك للأسف لا تتحرك , أنت ساكن , مجرد ساكن , أينعم تتكلم لكنك ساكن , تغضب وتصرخ لكنك ساكن , تشجب وتسب وتلعن , ولكنك ساكن , أنت شخص مريض يا صديقى .
عندما جاء عصر النفاق وبلغ النفاق مبلغه فى كل البلاد أصبح النفاق سمة الحياة بين كل بنى البشر , فهم ينافقون كى يحصلون على عمل , ينافقون للحصول على رضا الناس , ينافقون ليرضوا ولى النعم , ينافقون ليبعدون عنهم الشر , ينافقون وينافقون حتى تعلموا كيف ينافقون أنفسهم وحتى صار النفاق سائلا فى دمائهم
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( آيات المنافق ثلاث , اذا حدث كذب واذا وعد أخلف واذا اوئتمن خان ) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
اذا لمن يحب تحليل النفاق فى بلادنا سيجده متمثلا فى هذه المحاور الثلاثة والتي ذكرت فى الحديث الشريف , وأيضا لمن يحب أن يحلل حجم الفساد والضياع الذى آلت اليه مصر أيضا سيجده قد انسدل من اطراف تلك الصفات الثلاثة , ولست اظن على الاطلاق أنها قد وجدت فقط فيمن نطلق عليهم كبار البلد والمسئولين أو الحكومة أو الاعلام أو حتى نواب الشعب فى كل ما بيننا وبينهم , لا بالطبع وان كان هذا السرطان قد استفحل لديهم , لكننا البقية والأغلبية , نحن الشعب قد تورثنا تلك الصفات والتى اصابتنا بشكل أو بآخر بمرض النفاق
لما بدأت الموضوع بتوجيه كلامى الى شخص ما , ربما كان صديقى , وربما كان أنت , وربما كنت أنا شخصيا , قصدت أن نبدأ الخيط من الحالة النفسية التى نحن بها جميعا , حالة من عدم الرضا , اليأس , كلنا يشعر نفسه غالب الوقت أنه المظلوم , وأنه الصحيح وانه العاقل , وأنه وأنه الى أن وضع كل شخص حاله فى دنيا بعيدة عن دنيا البشر , لذلك أعتبر هذه الشريحة من الناس والمجتمع هى سبب رئيسي فى ضعف بنيان الشعبى المصرى
وبدون تعقيدات وحتى يكون التحليل سهلا ومنطقيا وواقعيا , لو قسمنا شرائح المجتمع بطريقة اخرى غير تلك التصنيفات المؤلمة التى طالما تحدثنا بها , وهى طبقة علية القوم , وطبقة متوسطى الدخل , وطبقة الفقراء أ و محدودى الدخل .
وارتبط أيضا بهذا التصنيف تصنيفا اخر اكثر ألما منه وهو التصنيف التالى , طبقة المثقفون , طبقة رجال الاعمال , طبقة العامة
بدون الدخول فى تفاصيل تلك التصنيفات التى من أهم أسباب التخلف الحضارى الذى نعيشه , فانى قد وجدت تصنيفا آخر أكثر عملية , وهو ( شريحة المنافقين المتحركين , شريحة المنافقين الساكنين , شريحة مناهضى النفاق الساكنين , شريحة مناهضى النفاق المتحركين )
فالعالم ممكن ان يكون منافق والمثقف ممكن ان يكون منافق والفقير ايضا ان يكون منافق , وبالعكس , وان فكرت للحظات فى أثر هذا التصنيف على المجتمع , ستنجد ان غالبية شعب مصر قد تبع الشريحة الاولى بكل سرعة وبدون تفكير , وجلست الشريحة الثانية وهى المنافقين الساكنين على اهبة الاستعداد للحاق بالشريحة الأولى فى أقرب فرصة تسنح لهم , والشريحة الثالثة وهم الفئة الخائفة والتى تعانى الكثير لكنها التزمت الصمت , اما الشريحة الرابعة العاملة والايجابية والتى ندر وجودها فى هذا البلد هم أكثر الناس فرحا وراحة وبطولة وحتى وان تعبوا فى الدنيا وذاقوا أهوالها , لكنهم عاشوا محترمين , وماتوا محترمين .
الآن يأيها البائس المسكين حتى تجد حلا لكل مشاكلك قم أولا بتصنيف نفسك ضمن تلك الشرائح الاربعة , وحتى تكون عادلا فى وضع نفسك فى الشريحة المناسبة , قم بسؤال نفسك أولا
هل انت منافق أم لا ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق