٢ شوال ١٤٢٨ هـ

الموعد الأول

من امتى غرامك بحلم بيه ..... من امتى معادك مستنيه ..... تيرارا
جلس أحمد فى تلك الحديقة العامة ينقر بأصابعه على المنضدة التى أمامه وهو يشدو
بتلك الأغنية , كان لديه بعد قليل موعد من نوع خاص , هذا الموعد ظل ينتظــــره
لأكثر من أربع سنوات كاملة , كان دائما يحلم ويرسم لهذا الموعد تفاصيلا تمنى لو
تحدث , وها هو الحلم قد تحقق , اليوم فقط وبعد دقائق سيقابل من أحببها طوال تلك
السنوات , إنها زميلته فى الدراسة إيمان , كان يعشقها , يعشق كل شئ فيهـــا حتى
جديتها فى التعامل مع الآخرين , ابتسم وهو يتذكر كيف مرت تلك السنين بسرعــة
وتذكر اليوم الذى عرفته جارته وزميلته دعاء على إيمان , تذكر أيضا مدى حرصه
على ألا يشعر أحد منهم بحبه إليها , كان بطبعه جاداً هو الآخر , لذا كان يلبس نفسه
قناع الأخ الأكبر لهم , محاولا أن يدارى به مشاعره الحقيقية
فعل ذلك حتى لا تضيع منه , فهو كان يعرف مدى نضجها و كيف كانت تفكر بعقلها
ألف مرة قبل أن تفكر بقلبها مرة
وجاءت اللحظة التى عندها سيكون الفراق , إنه آخر يوم لهم فى الدراسة , اللحظـــة
التى لم يعمل حسابا لها , لم يستوعب أنه لن يراها مرة اخرى , فقد أصبحت بالنسبة
اليه الهواء الذى يجعله حيا
تذكر كيف تغلب على نفسه كاسرا حاجزا كبيرا من الخجل ليطلب منها موعدا حتـــى
يخبرها بأمر هام ، و تذكر مدى سعادته عندما أجابته بأنها هى الاخرى تريده فى أمر
هام , من وقتها وهو يكاد يطير من فرط سعادته
أخذ يفكر بما سيقوله عندما تأتى محاولا ترتيب واختيار أفضل الكلمات التى سيسمعها
اياها , وأثناء تفكيره لاحظ رجل وزوجته وابنهما جالسين فى المنضدة المقابل لـــــه
ابتسم وهو يغمض عينيه محاولا تخيل نفسه مع إيمان بعد الزواج ........ وفجأة
فتح عينيه وقال لنفسه : كيف لم أفكر فى ذلك الأمر من قبل
إنه الزواج , ماذ لو سألته إيمـــــان عن الزواج , ماذا سيــــقول لها , فهو الى الآن لا
يعرف ماذا وأين سيعمل بعدما تنتهى دراســــــته , ليس لديه شقة ولا يوجـــــــد من
سيساعده فى الزواج , هل يصارحها بذلك ؟ و لو صارحها هل ستنتظره حتى تتبدل
أوضاعه ؟ لكن متى يتغير الحال ؟ لن أقدر على وعدها بشئ , هل أكذب عليها ؟ هل ؟
وانهالت الاسئلة التى بلا حلول على رأسه وهو يلعن اللحظة التى طلب فيها الموعد منها
حتى جاء السؤال الأخير , ماذا سأفعل الآن ؟ اتخذ قراره بدون تفكير وقرر أن يمشـــى
قبل مجيئها , فلن يكون أبدا الشخص الذى دمر حياة من يحب , وأثناء قيامه من علـــــى
الكرسى سمع صوتا رقيقا يقول له اتأخرت عليك ؟
نظر إليها وهو لا يعرف بماذ يرد , وتمنى لو انشقت الأرض وابتلعته , واستـــــمرت
إيمان فى حديثها وهى واقفة تقول : آسفة يا أحمد انا مش حقدر أقعد لانى مستعجلة جـــــدا
بس كنت جاية اقولك حاجة مهمة
شعر احمد بغصة فى حلقه محاولا أن يقول شيئا لكنها أشارت اليه بيدها و قالت: ما تقولش
حاجة , انا عارفة انت حتقول ايه , شوف بقى , دعاء بنت حلال وبتحبك , وعنـــــــــدى
احساس انك بتحبها من زمان , وكل اللى بتمناه ما تضيعهاش منك , ولو فكــــــــرت فى
الارتباط بدرى يكون افضل وما تنعاش هم اى شئ , احنا اخوات ياحمد , وللا ايه , يالا
حسيبك انا بسرعة عشان ما اتأخرش عالبيت , وفكر كويس فى الكلمتين دول , واشوفك
على خير ........ وتركته إيمان وذهبت

لم يتحرك احمد من مكانه وكأن الدماء خرجت من عروقه , حتى اختفت من امامه إيمـان
ثم فجأة وجد نفسه ينفجر ضاحك
وظل يضحك ويضحك ويضحك

هناك ١٠ تعليقات:

Shreef يقول...

يا سلام حلوة القصة ديه على فكرة و خصوصا انك اثرت نقطة مهمة جدا جدا تكاد تكون مشكلة لكثير من الاشخاص اللي محكموش عقلهم من البداية و هي الزواج و ايه البداية و خصوصا لو كانت مفعلا مرتبط بعلاقة ما لان ده مزنق كتير وقعي وما له من خلاص..احييك على السرد الواقعي ده و اسف ان كنت في تعليقي على ردك خاطبطك بالانثى فمكنتش اعرف انك مذكر و خصوصا ان كنت مسميها بردية فقولت دا اسم مؤنث و تقريبا مكنش له اتحدد في البروفيل فبكرر اعتذاري..يلا كل سنة و انت طيب و عيد سعيد عليك...سلام

أمــانــى يقول...

الحمدلله ربنا كريم وجات من العالى ان الموضوع كله أتغير
لان ربنا كريم
ربنا يعوضه خيرآ
وبعدين بقى فى الخط
أهئ
يعنى لازم اجيب نظارة

كلبوزة لكن سمباتيك يقول...

مدونتك كلها رشيقة يا بردية انا سعيدة اني عثرت عليها
اتمنى لك كل تقدم و احترامي لاسلوبك الشيق السلس

تحياتي

عايش... ولكن !!!! يقول...

دايما فى تقدم
وبجد اسلوبك فى الكتابه جميل جدا
ربنا يوفقك
وكل سنه وانت طيب
علاء

شبكة موجز يقول...

احمد ربنا جات سليمه اهو حلها من عنده
دعاء بنت حلال برضه

Tamer Nabil Moussa يقول...

لية حق يضحك فعلا

صدمة


كلاهما كان يريد الابتعاد وكلاهما كان لة اسبابة

تحياتى

على باب الله يقول...

جميلة جداً

اللي ( manipulation ) و حلو قوي ال

عملته في عقولنا ده

أنت لعبت بتفكيرنا ماتش كورة في الكام سطر دول

مرة تودي تفكيرنا هنا و بعدين توديه هناك

و عجبني قوي كمان أنه قعد يضحك

لأن أنا شايف أن دي النهاية المجنونة الوحيدة للموقف المجنون ده

و معلش بقي يا عم .. طولت عليك

كل سنة و أنت طيب

البرديــــــة المصرية يقول...

شريف
كل سنة وانت طيب وما يهمك الاسم اصلا اللى ملغبط



أمانى

أنا اعرف محل نظارات مية مية
ههههههههههههههههههههه


سمباتيك
شكرا لزيارتك وذوقك رغم انه كتير جدا عليا
كل سنة وانتى طيبة


علاء
عيد سعيد عليك وانا منتظر جديدك


بنوتة من مصر
صحيح دعاء بنت حلال برضه


تامر نبيل
ضحك لأن شر البلية ما يضحك
شكرا للمشاركة


على باب الله
يا غالى لك أن تقول ما تشاء بكل حرية
انت ضيف عزيز على البردية
وكل سنة وانت طيب

loumi يقول...

ههههههههههههههه
أنا توقعت إنها حتعزمه على خطشوبتها وإلا حاجه
بس أنا مش بأحب الناس اللي بتحب من بعيد لبعيد دي
بتضيع عمرها بلا ثمن
بس عموما أسلوبك بيشد وجميل
تحياتي لك

البرديــــــة المصرية يقول...

loumi
فيه حالات حب كتيرة بترغم الشخص انه يدارى مشاعره واحيانا ده بيكون الحل الافضل والوحيد
والا كان حب الشخص مجرد حالة حب تملك

اهلا بيكى ضيفة عزيزة فى البريدية