١٩ رمضان ١٤٢٨ هـ

كيف حرم الإسلام العبودية

دخلت مدونة من المدونات , شفت سؤال من الاخ المدون ونصه كام يلى
ليه الاسلام ما حرمش العبودية ؟
استفزنى مبدئيا السؤال , لانه بيبن مدى جهل السائل بدينه وتعاليمه ومنهجه وتاريخه , أو على الاقل كان صاغ السؤال بطريقة صحيحة
كان سأل مثلا وقال : ليه مفيش نص قرآنى بيحرم العبودية ؟
لكن السؤال بالشكل ده بين انه اعطى لنفسه الحق فى تأكيد أمورا ليس له بها علم
عامة انا ارسلت تعليق وفيه رد على السؤال واجابة موضوعية ومنهجية وفيها الاسانيد اللازمة كمان , وعلى فكرة الكلام اللى بعته أخدته من مقال كاتب موريتانى اسمه محمد ولد الراظى , للاسف ما ظهرش التعليق عنده وواضح انه مش حيظهر لاسباب لا اعرفها
طبعا لخطورة السؤال لانه بيمس صلب الدين الاسلامى ومنهجه ولقناعتى التامة بأن دين بعظمة الاسلام قد كرم الانسان وحافظ على حريته فى كل تعاليمه قلت اضيف المقال عندى وخلاص , دا غير انه لم ينشر سوى بعض الاجابات الضعيفة اللى وصلتله من بعض الناس ।
بيقول الكاتب : محمد ولد الراظي
لا خلاف في أن الإسلام اعترف بوجود العبودية كعادة قديمة متأصلة في المجتمع القرشي تماما كما الخمر وغيره، فكانت محاربتها تتطلب الكثير من الفطنة والحذر مراعاة لتقاليد مجتمع يسعى الإسلام إلى أن يتغير بروية وهدوء।الإسلام إذن يعترف بالعبودية كظاهرة طارئة وليست أصلية ولا سمة لنوع معين من البشر لا تفارقه।فالإنسان في الإسلام يولد حرا مكرما كما في الآية الكريمة " ولقد كرمنا بني آدم" صدق الله العظيم ، والإسلام السلام والعدل لا يقبل أبدا باستغلال إنسان آخر.حقيقة الإسلام هذه هي التي دفعت بمن كانوا بالأمس عبيدا أن يسارعوا لمبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم، في الوقت الذي نفر منه سادة القوم وحاربوه.بل إن "عبيد" الأمس لاقوا الأمرين في رحلتهم تلك من عبودية لسادة قريش إلى حرية بنور الإسلام، ورفضوا كل الإغراءات وصبروا كل العذابات للدخول في الدين الجديد.هذا وحده يكفي للدلالة على أن الإسلام كان خلاصا للعبيد، مع أن الشواهد والأدلة القاطعة من خلال الكتاب والسنة وعبر تاريخ الإسلام الراشدي كثيرة ومعبرة.لقد اعتمد الإسلام خطين متوازيين لمحاربة العبودية 1- تجفيف منابع العبودية من خلال سن قوانين ملزمة تضيق الطريق الموصل للعبودية تجعل من العبد ابنا إضافيا حيث له ما للأولاد وعليه ما عليهم.والحكمة من هذا أن يكون " العبد" زيادة نفقة على "مالكه" في الوقت الذي كان وسيلة إنتاج ومن شأن ذلك أن يجعل المرء يفكر ألف مرة قبل الإبقاء على "عبده" عبدا أحرى أن يسعى لزيادة "عبيده".2- فتح الأبواب واسعة أمام تخلص من هم مازالوا عبيدا من واقع العبودية.فأقر الإسلام تحرير الرقاب من بين كفارة اليمين والصوم، وفرض التآخي في الإسلام بل إن الرسول صلى الله عيه وسلم تبنى زيد بن حارثة في رسالة واضحة البيان للناس أن لاعبودية بعد الآن.كما أن أبا بكر الصديق أنفق من ماله ليحرر بلال ويفتح أمامه طريق العز والسؤدد."لقد كانت لكم في رسول الله أسوة حسنة" أمر من الله للمسلمين أن يتبعوا رسول الله في كلما فعل ولن يكون أحد أكثر تأسى به من "ثاني أثنين" أبي بكر ابن أبي قحافة.فإنفاق أبي بكر لتحرير العبيد ومباركة رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك وتبنيه صلى الله عليه وسلم لزيد قبل نزول آية تحريم التبني دليل قاطع أن روح الإسلام تحارب العبودية. صحيح أن الإسلام لم يقل صراحة بتحريم العبودية ولكنه كذلك لم يقل صراحة بتحريم الخمر التي قال فيها ابن عباس "والله لو نزلت علينا اتركوا الخمر ما تركناها أبدا". ولذلك جاء تحريم العبودية سلسا ومنهجيا من خلال تحديد حقوق من هم ساعتها عبيدا وإلزام الناس بها شرعا ورفض البيع والشراء لذا لم تسجل حالة واحدة من بيع أو شراء في عهده صلى الله عليم وسلم ولا في عهد الخلفاء الراشدين. لقد تحول بلال بن رباح في فترة وجيزة من عبد حبشي مهان في بدنه وروحه وكرامته إلى سيد من سادة الدين الجديد وعلم من أعلام الأمة وواحد من صفوة صحابة رسول الله.إن المعنى الذي يستنتج من الفعل أكثر تعبيرا عن ذلك الذي يدرك من القول وما قام به أبو بكر ثاني شخص في الدولة الإسلامية يدل على أن الإسلام يلاحظ وجود العبودية ولكن لا يعترف بها كصفة طبيعية. كما أنه يعطي النموذج الذي ينبغي على كل مسلم حذوه. هناك ملاحظة أخرى هي أن المجتمع العبودي لا يقبل للعبد بأي تميز ولا يمكنه هو أصلا التفكير في ذلك.أما في الإسلام فإن من كانوا بالأمس عبيدا ودخلوا الإسلام دخلوه بكل اعتبار وتقدير ولم يشعر أحد منهم بأي تمييز أو نفور منه بل إن بعضهم نال الشأو الكبير في كل صنوف المعرفة وكل دروب الفضيلة فأسامة بن زيد بن حارثة قاد جيوش المسلمين في كثير من الجبهات وأبلى فيها البلاء الحسن.درسوا كالآخرين القرآن الكريم والحديث الشريف واللغة والبيان وخاضوا الحروب من مواقع الريادة كباقي إخوانهم من المسلمين. لم يصادفوا ما يعيقهم ولم يجدوا مانعا من ولوج قمم التميز والنبوغ فهذا الإمام نافع أحد أهم مراجع المقرأ القراني وتلك رابعة العدوية آية النسك والزهد وذاك قطب الدين أيبك الذي أقام امبراطورية الإسلام في الهند ليترك للأمة أكبر تجمع إسلامي في العالم أما المماليك اؤلائك العبيد الشركس سابقا فهم من أوقف المغول في عين جالوت وهم الرجال الفرسان الذين بنوا قلعة من أقوى قلاع الإسلام. وفي عالم الأدب والثقافة نبغ أبو عثمان الجاحظ فظلت مؤلفاته وما زالت في الأدب والبيان والتاريخ مرتع الباحثين والدارسين للثقافة العربية الإسلامية.هذا هو الإسلام الصحيح واؤلائك هم المسلمون الذين يعبرون بصدق عن حقيقة الإسلام وأن لا عبودية في الإسلام كما قال الفاروق عليه السلام كلمته المشهورة : "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".

هناك ٣ تعليقات:

اسامة يس يقول...

هذا صحيح في العموم فقط .. لكنه ايضاً لم يقطع بتحريمها ... لان الظروف الاجتماعية لم تكن مواتية ... وترك الامر للزمن ليقضي عليها وهذا ما حدث في النهاية .. والحض على شيء لا يساوي التحريم ... فالحض على العتق منهج الاسلام لا يساوي تحريم العبودية...
هذه واحدة اما الثانية ... فان الاسلام حرم الخمر في النهاية .. بقوله فاجتنبوه... وهل انتم منتهون ....
وهذه ليست دعوة ابدا للعوده لهذا النظام محاولة تفهم المناخ الاجتماعي السائد في العصر الوسيط كله..
هناك حروب وفتوحات ومعارك ستتم بعد ذلك مع امبراطوريات اخرى
دمتم بكل ود

نبيل طاهر يقول...

لم اسمع بحجة اكثر سخافة!
لماذا كان الإسلام إذا يستعبد الأسرى؟؟!!
ولماذا اتى بقوانين لتشرع العلاقة بين العبد ومالكه؟ وقد كان عثمان ابن عفان يفضل الكبيرات في العمر من الاسيرات لانهن يستطعن إفتداء انفسهن (محوشات شوية فلوس). وبعض الصحابة كانوا يفضلوا الشابات لاسباب اخرى.

لماذا التمحك في قصة التدرج؟؟؟
لماذا لم يحرر محمد الجاريتان مارية وريحانة, وكان يطأهما

وبعدين حاجة اساسية مثل حرية الانسان صعب على الإله ان يأتي بإخراج أخر من هذا وراعى مشاعر اهل مكة؟؟!! هل هذا تشريع لكل الازمان ولك الاقوام؟ هذة الرسالة العالمية (للصيني والياباني والأرجينتني والروسي والافريقي..) تخ اخراجها حسب ظروف قريش؟

ماهذا الهراء؟

غير معرف يقول...

لمن يريد معرفة العبودية في الإسلام قراءة بحث الكاتب سردار أحمد، ابحث في كوكل او ادخل للرابط التالي:
http://www.ahewar.org/m.asp?i=2379